خلال
الزيارة التي قامت بها مؤخراً مجموعة
نسائية كبيرة، قدمت من العاصمة الإيرانية
طهران، إلى مدينة قم المقدسة، بقصد زيارة
المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد
الحسيني الشيرازي (دام ظله) والتشرف بلقاء
سماحته والتزود ببركة حديثه وتوجيهاته
القيّمة.
وخلال برنامج الاستضافة
الكريمة، للوفد النسائي الذي ضم 160 امرأة
من مختلف الأعمار والانتماءات الاجتماعية
والمستويات العلمية، ألقى سماحة المرجع
الشيرازي في حشدهن خطبة بليغة تطرق فيها
إلى رؤية الإسلام للمرأة ومكانتها
الرفيعة في بنية وبناء مجتمع الأمة
المسلمة، ومستعرضاً نماذج عظيمة من
الخالدات اللائي يحتذى بهنَ عبر مختلف
مراحل التاريخ الإسلامي والإنساني، وخص
منهن بالذكر السيدة خديجة الكبرى
باعتبارها أم المؤمنين، وفاطمة الزهراء (عليها
السلام) بنت الرسول الأعظم محمد (صلى الله
عليه وآله) وزوجة أمير المؤمنين من حيث
كونها سيدة نساء العالمين وكذلك ابنتها
الحوراء زينب بطلة كربلاء.
كما تطرق سماحته في حديثه -
الذي استغرق حوالي الساعة تقريباً -
لمختلف جوانب أدوار ومسؤوليات المرأة
المسلمة، التي يقرها الشرع الحنيف وكذلك
الحقوق والواجبات التي تعتبر من
الأساسيات الضرورية لإقامة العلاقات
المتوازنة والعادلة على صعيد الفرد
والأسرة والأمة، وبمختلف جوانب الحياة
وأصعدتها، وقد استشهد سماحته في حديثه هذا
بجملة من الآيات القرآنية الكريمة
والأحاديث النبوية الشريفة ووصايا وأقوال
الأئمة المعصومين من آل بيت الرسول الأكرم
(صلى الله عليه وآله)، ومؤكداً على أن
المرحلة الراهنة من التاريخ المعاصر
تتطلب أن تكون المرأة المسلمة على درجة
أكبر من الوعي والإدراك لمسؤولية صيانة
الرسالة الإلهية وبناء المجتمع السليم
كما يريده الله سبحانه وتعالى، حيث يعيش
العالم اليوم موجة هائلة من رواج الأفكار
والثقافات المضللة ومظاهر الانحراف
والإفساد والتآمر على قيم الإنسانية
والشرائع السماوية المقدسة.
ومع انتهاء سماحته من
الحديث مباشرة، أعلنت سيدتان من الديانة
الزرداشتية اعتناقهن للإسلام، بعد أن
كانتا قد قدمتا ضمن مجموعة الوفد النسائي
لهذا الغرض.
وأعلن ذلك فضيلة الشيخ
محمد علي الآخوند الذي رافق الوفد، وأضاف
بأن سيدتان أخريتان من أتباع المذهب
السني، أعلنتا بدورهما تبصّرهما
باعتناقهما مذهب التشيّع لأهل البيت
المحمدي - العلوي - المبارك.
وأفاد الشيخ الآخوند بأنه
وفي هذه الأجواء شاعت أجواء البهجة والفرح
أوساط الحضور كافة، فيما تعالت أصوات
التكبير والتحميد، والصلوات على النبي
محمد وآله الأطهار.