في
تطور خطير لظاهرة ملاحقة وتصفية رموز
المرجعية الدينية والقوى الإسلامية
المؤمنة واغتيال مجاهديها في خارج
العراق، والتي شرع نظام صدام مجدداً
المعاودة إليها منذ فترة، امتدت يد
الإجرام والغدر يوم الجمعة 29 حزيران 2001
لتغتال المجاهد السيد حمزة البطاط من
السادة الموسوية وذلك في سكناه بمخيم
أشرفي أصفهاني الخاص باللاجئين العراقيين
في جنوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وذكرت مصادر مطلعة أن
العملية حدثت عندما قام شخصان مجهولان
بإطلاق النار على السيد البطاط من مسدس
كاتم للصوت، الأمر الذي أدى إلى استشهاده
على الفور، فيما لاذ المجرمان بالفرار
بواسطة دراجة نارية كانت بحوزتهما.
والشهيد هو والد الشاعر
المعروف أكرم البطاط، ومن أهالي محافظة
البصرة جنوب العراق، وقد عرفت عنه صفات
كريمة عديدة، في مقدمتها التزامه الديني
وعمق ولائه وحبه لأئمة أهل البيت الأطهار (عليهم
السلام)، والشجاعة والثبات على المبدأ
فضلاً عن معارضته الشديدة لسياسية
الإرهاب والنهج الطائفي والديكتاتورية
القائمة في العراق، ولذا فقد كان الشهيد
من أحد المقاومين والثائرين عليها، حيث
اشترك بدور فعال في انتفاضة شعبان
المباركة ربيع عام 1991، ومن ثم اضطر إلى
مغادرة العراق واللجوء إلى إيران، برفقه
الكثير من أهله وذويه.
وبشأن جريمة الاغتيال كشف
سماحة العلامة السيد محمد باقر المهري
وإمام مسجد الإمام علي (عليه السلام) في
الكويت يوم الجمعة 13 تموز أن أفراداً من
مخابرات النظام العراقي تسللوا إلى مخيم
اللاجئين الذي يطلق عليه اسم (مخيم الشهيد
آية الله أشرفي أصفهاني) وتمكنوا من
اغتيال المجاهد السيد حمزة البطاط بعد ما
أطلقوا عليه طلقات عدة من مسدس كاتم للصوت.
وأفاد
المهري أن الشهيد البطاط هو واحد من كبار
المجاهدين من داخل العراق، لافتاً إلى أنه
تمكن من الهرب إلى إيران، إثر تخطيطه
لمحاولة اغتيال عدي نجل حاكم نظام بغداد.
وأوضح أن النظام العراقي
يهدف من تنفيذ هذه الاغتيالات إثارة
المشكلات في مخيمات اللاجئين في إيران
ورفحاء السعودية، وخلق الرعب والخوف في
نفوس قاطنيها، إلى جانب إثارة البلبلة في
الدول المضيفة لإظهار عدم قدرتها على
توفير الأمن فيها، فيما جاءت عملية اغتيال
البطاط انتقاماً لمشاركته في محاولة
الاغتيال التي تعرض لها عدي صدام في بغداد
أواخر عام 1996، وأسفرت عن أصابته بجراح
خطيرة، أدت به إلى شلل نسبي في ساقه ويده.