بعد
عمر جاوز الستين عاماً، قضاه في الإيمان
والتقوى وتحصيل العلم والمعرفة، وفي البر
والاحسان في الوسط الاجتماعي، توفي يوم
الاثنين، 10 ربيع ثاني، 1422هـ الموافق 2حزيران/يونيو
2001 بمدينة قم المقدسة في إيران، العلامة
الخطيب الشيخ محمد المجاهد، وهو أحد علام
مدينة الفداء والشهادة كربلاء الحسين (عليه
السلام)، ومن رجالاتها المعروفين
البارزين. وذلك إثر اشتداد معاناته من مرض
مزمن ومتاعب صحية نشأت جراء الظروف
القاسية التي ألمت به في أجواء الاضطهاد
والقمع التي لاقاها على يد سلطات النظام
الحاكم في العراق، لا سيما في جراء
ممارسات التعذيب التي تعرض إليها خلال سني
اعتقاله في سجون أمن النظام أوائل
السبعينات.
هذا وقد جرى تشييع شعبي
مهيب في مدينة قم المقدسة، شارك فيه جمع من
علماء الدين وأساتذة وطلبة الحوزات
العلمية، إلى جانب جمهور غفير من الأخوة
المؤمنين، ثم وريّ جثمانه الطاهر الثرى في
قم، بعد أن أدى المرجع الإمام الشيرازي
الصلاة عليه.
ثم أقيمت مجالس الفاتحة
والتأبين في العديد من المدن والعواصم ،
فيما نعته الكثير من القيادات العلمائية
والشخصيات الإسلامية في بلدان إسلامية
مختلفة.
نبذة موجزة عن حياة الفقيد
الراحل
ـ المرحوم الشيخ محمد
المجاهد، ينتمي لأسرة متدينة ملتزمة
ومعروفة في أوساط أهالي مدينة كربلاء
المقدسة، ووالده كان من الكسبة وهو من
وجهاء المدينة.
ـ ولد أوائل عقد
الأربعينيات في كربلاء.
ـ نشأ وترعرع في الأجواء
الإيمانية والعبادية والالتزام التي تسمو
بها مدينة الإمام الحسين الشهيد المقدسة.
ـ درس المرحلة الابتدائية
والمتوسطة، ثم انخرط بعد ذلك في سلك
الدراسات الدينية والحوزوية في مدرسة
البادكوبة والمدرسة الهندية الشهيرة في
كربلاء والمعروفة بتخريجها لمجاميع هامة
من علماء الدين وأرباب الفكر والعلم، وفي
المدارس والمعاهد التابعة لأشراف المرجع
الديني آية الله العظمى السيد محمد
الحسيني الشيرازي.
بعد إكماله الدراسة، عمل
الشيخ المجاهد في سلك التدريس الحوزوي في
كربلاء، وتخرج على يديه جمع كبير من رجال
الدين والخطباء والمبلغين الرساليين.
ـ كان أحد كوادر الحركة
الإسلامية المجاهدة في العراق، وبسبب
نشاطه ودوره الرسالي اعتقلته سلطات
النظام العراقي، أوائل السبعينات في إطار
حمله شعواء طالت الكثير من رموز المرجعية
الدينية والشخصيات الإسلامية العاملة،
وأودع في سجن الفضيلية التابع لمديرية
الأمن العامة ببغداد، وظل في السجن مدة
سنتان، و3 أشهر لاقى خلالها مختلف ممارسات
التعذيب، والتي انعكست آثارها على صحته
مباشرة.
ـ جسّد الشيخ المجاهد
دوراً جهادياً مميزاً إبان الانتفاضة
الشعبانية المباركة ربيع 1991 حيث كان
زعيماً روحياً وقطباً موجهاً للثوار
كربلاء، وخاضوا مقاومة مستميتة منقطعة
النظير، لم تتوقف إلا بعد 17 يوماً من
المقاومة حيث قمعت الاتنفاضة.
ـ إثر قمع الانتفاضة اضطر
إلى الهجرة مع عائلته وعدد من أنصار، إلى
الجمهورية الإسلامية الإيرانية سراً عبر
أهوار جنوب العراق، ثم استقر في مدينة قم
المقدسة، وعمل في أوساط مرجعية الإمام
الشيرازي إلى أن وافاه الأجل قبل أيام.
إنا
لله وإنا إليه راجعون