التوسل بأولياء الله
حقيقة التوسل بأولياء الله |
آه .. من هؤلاء المشركين الكفرة الزنادقة ... المسمين أنفسهم بالمسلمين ... آه منهم هكذا يقول بعض المشككون بالشيعة ، سامحهم الله وهداهم كما يقولون ،،، هؤلاء يتوسلون بالأنبياء ، والأئمة ، وبأولياء الله في أن يقضوا حوائجهم ، فيقولون ( يا محمد ، يا علي ، ياحسين ، ياصاحب الزمان ...) وغير ذلك ، زعماً منهم أن هؤلاء الأولياء قادرون على قضاء حوائجهم ، وهل ذلك إلا شرك صريح ، وكفر ، وعبادة من دون الله ؟ إن الله تعالى هو أرأف بخلقه من جميع المخلوقات والمخلوقين ، ولا حاجب له عن الخلق ، وللعبد أن يتصل بالله تعالى - بلا واسطة - في كل زمان ، وفي جميع الأمكنة ، فهو يتصل رأساً إلى الله تعالى ويتوسل إليه ولا يجوز التوسل بأحد غير الله مهما كانت منزلته رفيعة عند الله ، ولو كان نبياً أو إماماً ، أو ملائكة أو عبداً صالحاً أو غيرهم لأن الإنسان إذا مات صار معدوماً ، والمعدوم لا يستفاد منه ، فكيف تتوسل بالمعدوم ؟ قال الإمام محمد ابن عبدالوهاب التوسل بأولياء الله الصالحين من الأموات خطاب لشئ معدوم غير موجود وذلك قبيح عقلاً وهو يعتقد أن عصاه أنفع من رسول الله ، لأن رسول الله كان يستفاد منه ما دام حياً ، فلما مات انعدم ، وصار كالجماد لا يستفاد منه ولكن عصاه يتوكأ عليها ، ويرشد الناس ، ففيها فائدة للدين هذه أقوالهم والأن نحلل مسألة التوسل بأولياء الله في البداية نقول أن الإنسان إذا مات تنكشف له عوالم لم تكن منكشفة له من قبل ، يقول الله تعالى
ويقول الله تعالى
ويقول الله تعالى
وفي البخاري : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى قليب بدر وخاطب المشركين بهذه الكلمة
فقيل له إنك تدعو أمواتاً ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم
فالإنسان سواء كان مؤمناً أم كان كافراً إذا مات لا يصير كالجماد لا يحس ولا يفهم وقد قال الغزالي - أحد أئمة الشافعية - : ( ظن بعضهم أن الموت هو العدم ، وهذا رأي الملحدين ... ) ، في كتابه ( إحياء العلوم ) أما سمعتم مخاطبة النبي لمشركي قليب بدر ! ، ولو كانوا معدومين ، لا يسمعون ولا يفهمون ، لم يكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يخاطبهم ، مع العلم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال
يعني أنهم يسمعون كما تسمعون ، ويفهمون كما تفهمون هل قنعتم الآن بذلك ؟ أما الآن كيف أن ابن عبدالوهاب يعتقد بأن الشخص ينعدم إذا مات ، ثم أنه كيف ينبري ابن عبدالوهاب ليقول بكل جرأة : ( عصاي خير من محمد فإنها تنفع ومحمد لا ينفع ) ومع تصريح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن الميت يسمع كما يسمع الحي والآن وبعد أن عرفنا بأن الموت ليس العدم ، ننتقل إلى موضوع جواز التوسل بالميت إذا كان نبياً أو إماماً أو من الصالحين نقول في بداية التحليل : هل يجوز التوسل بالحي ، وطلب الحاجة منه ، أو طلب الدعاء منه وغير ذلك ، بأن تقول - مثلاً - يا باقر أو يا جعفر أو يا رضا أو يا ... أعطني ديناراً ، أو ادع لي بالنجاح والتوفيق ، أو خذ بيدي إلى المسجد ، أو عير ذلك ؟ بالطبع يجوز إذاً وبعد ما ثبت أن الميت يسمع كالحي سواء فما المانع من التوسل به بعد الموت ، وطلب الحاجة منه ؟ وهناك آخر على جواز التوسل بالنبي والصالحين ، هو أن الصحابة في زمان الرسول كانوا يتوسلون به ، ولم يكن الرسول نفسه صلى الله عليه وآله وسلم ولا أحد من بقية الصحابة يمنعونهم عن ذلك ، ولو كان التوسل بغير الله شركاً لكانوا ينهون عنه وهذه أمثلة لمن توسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته روى البيهقي، وابن أبي شيبة بإسناد صحيح - كما روي عن أحمد بن زيني دحلان - : أن الناس أصابهم قحط في خلافة عمر ، فجاء بلال بن الحرث إلى قبر النبي ، وقال : " يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم هلكوا" ولو كان نداء النبي ، والتوسل به شركاً لما فعله بلال وروي أنه لما حج المنصور الدوانيقي ، وزار قبر النبي سأل الإمام مالكاً ( إمام المالكية ) وقال له : يا أبا عبدالله أستقبل القبلة وأدعو ، أم أستقبل رسول الله ؟ فقال مالك : " لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم إلى الله ؟ " بل استقبله ، واستشفع به فيشفعه الله فيك ، قال تعالى
وفي قول مالك " هو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم إلى الله " دليل صريح على جواز التوسل بل واستحبابه أيضاً وهناك المئات من الشواهد ، فإذا كان التوسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جائزاً غير محرم ، ولا شركاً كان التوسل بالأئمة والملائكة والصالحين من عباد الله أيضاً جائزاً فإن التوسل إن كان شركاً يجب أن يحرم التوسل حتى بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن كان جائزاً لزم أن يجوز التوسل لا برسول الله فقط بل بجميع الصالحين من عباد الله
|